نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: صحف عبرية: خطة ترامب تتجاوز الخطوط الحمراء للأردن.. وغزة لن تصبح "ريفييرا" أمريكية #عاجل - الخليج الان اليوم الجمعة الموافق 7 فبراير 2025 06:38 مساءً
شهدت الصحف الإسرائيلية، تراجعا في التفاعل مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وظهرت مقالات تنتقد الخطة باعتبارها غير واقعية، مشيرة إلى أن الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم، وأن التصريحات مجرد "تحايل سياسي" دون أي خطة عمل حقيقية.
وأكد المحلل السياسي، آفي إيساشاروف، أن رفض الفلسطينيين للخطة واستمرار سيطرة حماس على غزة يجعلان تصريحات ترامب غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
وقال الكاتب، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، "لقد أثارت تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين خيال عدد كبير من الإسرائيليين. فبعد 7 أكتوبر، يرغب كثيرون في رؤية غزة تختفي وسكانها يرحلون، وأن تتحول إلى ريفييرا أميركية مزدهرة. لكن المشكلة الوحيدة أن هذا ليس واقعيًا".
ورأى أن تصريحات ترامب قد تكون مجرد مناورة سياسية أو خطوة تفاوضية مع حركة حماس، لكنه أكد أنها "ليست خطة عمل حقيقية، لأنه لا يوجد أي كيان عربي مستعد للتعاون معها، بما في ذلك الدول العربية المعتدلة التي تعارضها بشدة".
وأوضح أن دولا عربية مثل مصر والأردن، في الوقت الذي تتلقى فيه مساعدات أميركية، تشعر بقلق أكبر من تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها. كما أعربت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن معارضتهما للفكرة.
أما على الصعيد الفلسطيني، فقد أكد إيساشاروف أن لا جهة فلسطينية يمكن أن توافق على خطة تهجير، مشيرا إلى أن فكرة الرحيل الجماعي ترتبط في الذاكرة الفلسطينية بنكبة عام 1948، التي لا تزال تشكل جرحا تاريخيا.
كذلك، حذر المحلل السياسي من تداعيات خطة التهجير، حيث إنها قد تعزز التطرف داخل إسرائيل وتعرقل الجهود الجارية لإتمام أي صفقة. وقال "هناك شكّ في أن تؤدي تصريحات ترامب إلى إطلاق سراح الأسرى، بل قد تعجل باستئناف القتال، مما سيحكم على إسرائيل بأشهر أخرى من الحرب في غزة".
وأضاف: "طالما أنه لا يوجد بديل لحماس، فإن أي عمليات عسكرية لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والقتل، دون تحقيق الهدف المنشود بانهيار حماس. والنتيجة ستكون سقوط مزيد من القتلى الإسرائيليين واستمرار الحرب دون أفق سياسي واضح".
وختم مقاله بالتأكيد على أن "تسطيح غزة وترحيل سكانها حلم غير قابل للتنفيذ، وهو مجرد وسيلة للتحايل من قبل رئيس أميركي يسعى لإثبات تميزه عن غيره". وأضاف أن حماس لا تزال تسيطر على قطاع غزة، ولا يوجد من يهدد وجودها.
من جانبه، يقول المحلل الإسرائيلي أوري مسغاف لصحيفة "هأرتس": لن يكون هناك أي "ترحيل" من غزة، ولن يبني الأمريكيون هناك "ريفييرا"، لا توجد خطة، ولا عمل تحضيري، ولا جدوى، ولا يوجد من سيستقبل على أرضه مليوني فلسطيني. لسنا في أيام الحرب العالمية الثانية، ترامب يهذي بلا معنى، فهذا هو أسلوبه. لقد اقترح في الماضي بناء فنادق في كوريا الشمالية بدلاً من الصواريخ النووية. ومنذ انتخابه، تحدث عن غزو بنما، والاستيلاء على غرينلاند، وضم كندا. نحن كبار بما يكفي لنتذكر كيف تفوه مرة خلال اجتماع مع نتنياهو عن ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.
خبراء قصف إعلامي مستمر بأحاديث فارغة
وأضاف مسغاف لـ "هآرتس"، من المهين للذكاء أن نأخذ تصريحات ترامب العشوائية على محمل الجد، إنه مختل عقليًا تمامًا، ونحن نعيش في عصر من الانحدار المتسارع. صحيح أن نتنياهو هو أيضًا مختل نفسي بلا ضمير، لكنه ليس غبيًا. حتى هو تجمد بعدم ارتياح عندما بدأ ترامب يهذي حول إخلاء غزة، بينما كان نتنياهو يفرط في كيل المديح المحرج له.
وتابع، "من المحزن أن نرى أجزاء كبيرة جدًا من الإعلام الإسرائيلي تتعاون مع هذه المهزلة، وتخوض نقاشات بمستوى درس تربية اجتماعية في الصف السابع، حول الترحيل – مع أو ضد. حتى قبل البعد الأخلاقي، هذا يعكس بالأساس سطحية وكسلًا فكريًا. من السهل جدًا التلاعب بهم. وهنا ترامب ونتنياهو بالفعل خبراء "قصف إعلامي مستمر بأحاديث فارغة عن أمور لن تحدث أبدًا - غدًا، ترامب لن يتذكر حتى ما كان يتحدث به".
ومن جانب أخر، استبعدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن يتم تنفيذ خطة ترامب في المستقبل القريب، إذ إن سكان غزة، الذين نجوا من 15 شهرًا من الهجمات الإسرائيلية العنيفة، لا يريدون العيش في المنفى، كما أن ترامب لن يرسل قوات أمريكية لإجبار نحو مليوني فلسطيني على مغادرة القطاع.
كذلك، فإن مصر والأردن لن توافقا على الخطة، رغم ثقة ترامب بأن اعتمادهما على المساعدات والدعم العسكري الأمريكي يمنحه نفوذًا كافيًا للضغط عليهما لقبول أعداد كبيرة من اللاجئين الغزيين. لكن هذه الخطة تتجاوز الخطوط الحمراء لكلا البلدين.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطة ترامب قد تثير مخاوف كبيرة في الأردن، باعتبار أنها تضم بالفعل أغلبية سكانية من أصول فلسطينية، لذا فإن تدفق مئات الآلاف من اللاجئين الغزيين قد يؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، التي تواجه بالفعل تحديات سياسية داخلية.
ومن ناحية أخرى، ترى مصر أن تدفق أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قطاع غزة قد يشكل تهديدًا وجوديًّا لأمنها القومي.
وذكرت الصحيفة، أن هناك العديد من القضايا التي يمكن لترامب ونتنياهو التعاون فيها، مثل إنهاء البرنامج النووي الإيراني، وتعزيز مكانة إسرائيل الإقليمية، والتصدي للمؤسسات الدولية مثل محكمة العدل الدولية وبعض وكالات الأمم المتحدة. ولذلك فإن إهدار الجهود السياسية على خطة ترامب بشأن غزة، قد لا يكون الخيار الأفضل.
وفي السياق ذاته، أفاد تقرير بثته القناة 12 الإسرائيلية، بأن خطة ترامب لإجلاء سكان غزة ووضعها تحت السيطرة الأمريكية، تواجه عقبات قانونية وأمنية واقتصادية، وقد تؤدي إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط.
ونقل التقرير عن خبراء في القانون الدولي تحذيراتهم من أن التهجير الجماعي للفلسطينيين قد يشكل "جريمة حرب” وفق اتفاقيات جنيف؛ مما يثير انتقادات عالمية واسعة.
وأشارت القناة إلى أن تكلفة تنفيذ الخطة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات؛ مما أثار اعتراضات حتى داخل الحزب الجمهوري، حيث يرفض البعض تمويل مشروع بهذا الحجم. كما لقيت الخطة معارضة واسعة داخل الولايات المتحدة، إذ اعتبرها الديمقراطيون انتهاكًا للقانون الدولي.
أما وول ستريت جورنال الأميركية، فقالت إن اقتراح ترامب بشأن السيطرة على غزة "أذهل حلفاءه وخبراء الشرق الأوسط، وترك العديد من الأسئلة دون إجابات".
وأضافت الصحيفة أن "أي انتشار عسكري أميركي من هذا النوع سيكون طويل الأمد، وهو أمر أدانه ترامب مرارا وتكرارا" معربة عن اعتقادها بأن المقترح "سيُجابه بالرفض في العالم العربي".
بدورها، قالت تايم الأميركية إن مقترح ترامب "لاقى انتقادات حادة" مشيرة إلى أن "بعض الديمقراطيين وصفوا الاقتراح بالمجنون وغير اللائق أخلاقيا".
وأشارت المجلة إلى أن النائبة الديمقراطية رشيدة طليب دانت الخطة واعتبرتها تطهيرا عرقيا "بينما أبدى نتنياهو اهتماما بالفكرة، ورأى أنها تستحق الدراسة".
وأخيرا، قالت فورين بوليسي الأميركية إن ما يخططه الرئيس ترامب لغزة "سيكون وبالا على الجميع، وتحديدا على الأردن الذي يأخذ حديث الرئيس عن الترحيل القسري لسكان غزة بجدية كبيرة".
وختمت المجلة بالقول إن ما يجهله ترامب "هو حجم الضرر الذي سيلحق بالمصالح الأميركية، إذا تعرّض الأردن لأي اضطرابات جراء خططه".
(وكالة شهاب)
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق