يقدم المدرب الهولندي آرني سلوت موسماً استثنائياً مع ليفربول، حيث نجح في قيادة الفريق إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، رغم عدم تدعيمات صفوف الفريق بشكل كبير، وتولى سلوت المهمة خلفاً للألماني، يورغن كلوب، وتمكن سريعاً من فرض أسلوبه التكتيكي، الذي أعاد الفريق إلى مساره الصحيح.

منذ بداية الموسم ظهر ليفربول بصورة قوية تحت قيادة سلوت، الذي يعتمد على خطة هجومية واضحة بأسلوب 4 - 3 - 3، وهي التشكيلة، التي أتاحت له الاستفادة من قدرات لاعبيه الهجومية والدفاعية بشكل متوازن، ويتميز المدرب الهولندي صاحب الـ 47 عاماً بفلسفة تعتمد على الضغط العالي، والتحولات السريعة، وهو ما انعكس إيجابياً على نتائج الفريق في مختلف المسابقات.

حتى الآن قاد سلوت ليفربول في 37 مباراة بمختلف البطولات، حقق الفوز في 29 منها، وتعادل في 5 لقاءات، وتلقى 3 هزائم فقط، في الدوري الإنجليزي الممتاز، خاض الريدز 24 مباراة، فاز في 17 منها، وتعادل في 5، وتلقى خسارة وحيدة، ليتصدر جدول الترتيب برصيد 56 نقطة، أما في دوري أبطال أوروبا فقد لعب ليفربول 8 مباريات تحت قيادة سلوت، حقق خلالها 7 انتصارات وخسر مرة واحدة، ليحجز مقعده في الأدوار الإقصائية بعد تصدره المجموعة برصيد 21 نقطة، مسجلاً 17 هدفاً، واستقبلت شباكه 5 أهداف فقط.

لم يقتصر النجاح على الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، بل امتد إلى بطولات الكأس، حيث تأهل ليفربول إلى نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، بعد انتصار ساحق على توتنهام برباعية نظيفة، كما واصل مشواره في كأس الاتحاد الإنجليزي، وتأهل للجولة الرابعة بعد فوزه على أكرينغتون ستانلي برباعية نظيفة أيضاً.

ما يميز ليفربول هذا الموسم هو التوازن بين الهجوم القوي والدفاع الصلب، حيث سجل الفريق 56 هدفاً في الدوري الإنجليزي، وأحرز 17 هدفاً في دوري الأبطال، واستقبل 5 أهداف فقط في البطولة نفسها، ليظهر الفريق تحت قيادة سلوت كونه واحداً من أقوى الفرق في أوروبا هذا الموسم.

ورغم أن البعض كان يشكك في قدرة سلوت على تحمل مسؤولية فريق بحجم ليفربول، إلا أن الأرقام والنتائج جاءت لتحسم الجدل، واستطاع المدرب الهولندي أن يعيد للفريق صلابته الدفاعية مع الحفاظ على الروح الهجومية، التي لطالما ميزت النادي عبر تاريخه، كما أن طريقة تعامله مع اللاعبين وإدارته للمباريات تعكس شخصية قوية ومرنة قادرة على التكيف مع مختلف السيناريوهات.