نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المليارديرات الجدد.. كيف يُصنع الأثرياء في عالم الأزمات؟ - الخليج الان اليوم السبت 8 فبراير 2025 11:32 مساءً
دبي – يوسف بكر
في ظل معاناة الملايين من البطالة والتضخم والأزمات الاقتصادية المتكررة، تبرز مفارقة لافتة: عدد المليارديرات يزداد بشكل غير مسبوق، وثرواتهم تتضاعف بوتيرة هائلة.
وفقًا لقائمة فوربس لعام 2025، تصدَّر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، القائمة بثروة بلغت 421.2 مليار دولار، ليصبح أول شخص تتجاوز ثروته 400 مليار دولار.
كما ارتفعت الثروة الإجمالية لأغنى 10 أفراد في العالم إلى 1.9 تريليون دولار، بزيادة قدرها 100 مليار دولار عن الشهر السابق.
كيف يحدث ذلك؟ هل الأزمات تُشكِّل فرصًا ذهبية للأثرياء، أم أنهم يتحكمون في مجريات الاقتصاد لتحقيق مكاسب ضخمة؟ في هذا التقرير، سنكشف كيف يتمكن بعض الأفراد من تحقيق ثروات طائلة في أصعب الفترات الاقتصادية، عبر تحليل الأرقام والقصص الواقعية لأبرز الأثرياء الجدد.
حقائق مذهلة
بين عامي 2020 و2023، شهد العالم تغيرات اقتصادية كبيرة، لكن المفاجأة الكبرى كانت في ارتفاع عدد المليارديرات بشكل غير مسبوق.
وفقًا لتقرير Oxfam لعام 2024، فإن 1% فقط من أغنياء العالم استحوذوا على حوالي 63% من إجمالي الثروة الجديدة المولدة منذ 2020، وهو ما يعادل 42 تريليون دولار!
في 2021 وحدها، ارتفع عدد المليارديرات إلى 2755 شخصًا، بزيادة قدرها 660 مليارديرًا مقارنة بعام 2020.
خلال جائحة كورونا، زادت ثروة إيلون ماسك بمقدار 600%، حيث ارتفعت من 27 مليار دولار إلى أكثر من 219 مليار دولار بسبب ارتفاع قيمة أسهم Tesla وSpaceX.
جائحة كورونا أنتجت 40 مليارديرًا جديدًا في قطاع الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، مثل مؤسسي Moderna وPfizer
يقول الخبير الاقتصادي توماس بيكيتي: "الأزمات ليست مجرد انهيارات، بل هي لحظات إعادة توزيع الثروة، والفائزون هم من يملكون الجرأة على الاستثمار في أسوأ الأوقات".
إذا كنت تظن أن الأزمات تعني الخسائر فقط، فأنت لم تلاحظ أن هناك قطاعات مزدهرة تصنع أثرياء جددًا.. إليك أهم المجالات التي شهدت أكبر عدد من المليارديرات خلال السنوات الأخيرة:
من الانهيار إلى الصعود
عندما ضربت الأزمة المالية 2008 الأسواق، كانت أمازون، آبل، وجوجل تتوسع بهدوء، فخلال العقد التالي، قفزت قيمة أمازون بنسبة 500%، وقفزت قيمة آبل إلى 2.8 تريليون دولار، ما جعل جيف بيزوس وتيم كوك وأصحاب رؤوس الأموال في وادي السيليكون من بين أغنى الأشخاص في العالم.
في 2022 رفعت أزمة الطاقة أسعار النفط والغاز إلى مستويات غير مسبوقة، مما جعل مستثمري الطاقة مثل عائلة كوخ (إجمالي ثروتهم 120 مليار دولار) من أكبر المستفيدين.
في العام نفسه، ارتفعت أرباح شركات النفط مثل ExxonMobil وShell بأكثر من 200% مقارنة بالعام السابق.
رجل الأعمال الهندي غوتام أداني، الذي استثمر بكثافة في الفحم والطاقة المتجددة، قفزت ثروته من 10 مليارات دولار في 2020 إلى أكثر من 125 مليار دولار في 2022.
نجاحات
جائحة كورونا لم تكن مجرد أزمة صحية، بل كانت فرصة اقتصادية ضخمة لبعض الشركات:
أوغور شاهين، المؤسس المشارك لـ BioNTech، زادت ثروته من أقل من مليار دولار إلى 15 مليار دولار بعد نجاح لقاح فايزر.
ستيفان بانسيل، الرئيس التنفيذي لـ Moderna، أصبح مليارديرًا بثروة تجاوزت 5 مليارات دولار بعد إنتاج اللقاح.
عندما انهارت الأسواق المالية في 2008، كانت أمازون تركز على توسيع خدماتها وتطوير خدمتها السحابية AWS. رغم انهيار أسواق الأسهم، ارتفعت قيمة أمازون بنسبة 1700% خلال 10 سنوات، ليصبح بيزوس أول شخص تتجاوز ثروته 200 مليار دولار.
في 2008، كانت Tesla على وشك الإفلاس، لكن ماسك استثمر آخر 40 مليون دولار يملكها لإنقاذها.
بعد 12 عامًا، أصبحت تسلا شركة بقيمة 1.2 تريليون دولار، وقفزت ثروة ماسك إلى أكثر من 219 مليار دولار.
كانت FTX واحدًا من أسرع شركات العملات الرقمية نموًا، وقفزت ثروة مؤسسها سام بنكمان-فريد إلى 26 مليار دولار في عام 2021. لكن بعد انهيار الشركة بسبب سوء الإدارة، خسر كل شيء في غضون أسبوع واحد فقط، مما يثبت أن الثراء السريع قد يكون خطيرًا بقدر ما هو مغرٍ.
الأزمات يمكن أن تدمر اقتصادات ودولًا، لكنها في الوقت نفسه تُنتج مليارديرات جددًا يعرفون كيف يستغلون الفرص، فهل الأزمات هي مجرد مصادفة بالنسبة للأثرياء، أم أن بعضهم يلعب دورًا في تشكيلها والاستفادة منها؟
هناك نوعان من الناس: من يرى الأزمات كفرص للاستثمار والنجاح، ومن يرى الأزمات ككارثة لا مفر منها.. فأي فريق تختار أن تكون فيه؟
0 تعليق