أكد البروفيسور الدكتور روي كاساجراندا في جلسة كيف نجعل الجامعات في إفريقيا وآسيا مؤسسات عالمية التي عقدت خلال فعاليات اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات أن تطوير التعليم العالي لا يقتصر فقط على تخريج كوادر مؤهلة في المجالات التقنية والمهنية، بل يتطلب بناء ثقافة فكرية متكاملة تعزز التفكير النقدي والقدرة على التحليل.

وأوضح أن مقارنة بين النظام التعليمي في مصر والمملكة المتحدة تُظهر أن نسبة الحاصلين على شهادات جامعية متقاربة بين البلدين، ورغم ذلك، يفضل الكثيرون الدراسة في بريطانيا، ما يشير إلى وجود عوامل أخرى تؤثر في جودة التعليم، مثل البيئة الفكرية والثقافية المحيطة بالطلاب.

وأشار إلى أن دولة الإمارات استطاعت في وقتك قياسي تطوير التعليم التقني والمهني بسرعة لتلبية الاحتياجات العاجلة، وأكد أن أحد التحديات الكبرى التي تواجه الأنظمة التعليمية اليوم هو انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، حيث يمكن للأشخاص الذين يفتقرون إلى المعرفة العميقة أن ينجروا وراء نظريات مؤامرة مشوهة. وللتغلب على ذلك، شدد على ضرورة إدخال الفلسفة والعلوم الإنسانية في المناهج الدراسية لتعزيز التفكير النقدي وإيجاد «مناعة فكرية» لدى المجتمعات.

كما حذر كاساجراندا من مشكلة تتعلق بالبحث الأكاديمي في بعض الجامعات، حيث يتم التركيز على نشر الأبحاث من أجل تحقيق مكاسب مهنية دون النظر إلى جدواها الفعلية. وأوضح أن تطوير مؤسسات تعليمية عالمية المستوى يتطلب بيئة فكرية تحفز الحوار بين مختلف التخصصات، مما يسهم في إنتاج معرفة أعمق وأكثر تكاملاً.

وختم حديثه بالإشادة بتوجه الإمارات نحو الابتكار التعليمي، معتبراً أنها تمتلك ثقافة متقدمة في تبني الأفكار الجديدة وكسر النماذج التقليدية، ما يجعلها قادرة على بناء منظومة تعليمية متطورة تتجاوز مجرد إنتاج خرجين انما بناء مجتمع فكري متميز