كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن إطلاق وكلاء ذكاء اصطناعي متقدمين يمكنهم أداء المهام التي يقوم بها مهندسو البرمجيات من ذوي الخبرة المتوسطة، مشيرًا إلى أنهم سيصبحون بمثابة "زملاء عمل افتراضيين" في المستقبل القريب. وأكد أن هذه التكنولوجيا ستعيد تشكيل العديد من الصناعات، لكن لا يزال الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى إشراف بشري ولن يكون قادرًا على ابتكار أفكار ثورية بمفرده.

وتأتي تصريحات ألتمان في وقت يقترب فيه الذكاء الاصطناعي العام (AGI) من أن يصبح حقيقة واقعة، وهو نوع متقدم من الذكاء الاصطناعي يمكنه التعامل مع المشكلات المعقدة على مستوى الإنسان في مجالات متعددة. ويرى ألتمان أن هذه التطورات ستسهم في تسريع النمو الاقتصادي وتوسيع قدرات الأفراد، متوقعًا أن يتمكن كل شخص في المستقبل من تحقيق ما يحققه اليوم أكثر الأشخاص تأثيرًا.

وفي ظل هذه التحولات، أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم لاستبدال مهندسي البرمجيات في المستويات المتوسطة، موضحًا أن هذه التقنية أصبحت قادرة على كتابة الأكواد البرمجية وتقليل الحاجة إلى المبرمجين البشر. كما أكدت Google أن أكثر من 25% من الأكواد الجديدة يتم تطويرها بالفعل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع تدخل المهندسين في المراجعة النهائية فقط.

ورغم تأكيدات الشركات الكبرى أن هذه التحولات لن تؤثر بشكل مباشر على العمالة البشرية، إلا أن الواقع يشير إلى تسريح آلاف الموظفين في قطاع التكنولوجيا مؤخرًا. ومع تزايد قدرة الذكاء الاصطناعي على إنجاز المهام بكفاءة تضاهي البشر، قد يصبح استبدال الوظائف التقنية بالأتمتة أمرًا لا مفر منه. ويبدو أن المهندسين والمطورين سيحتاجون إلى تحسين مهاراتهم والتركيز على الأدوار الإبداعية والمعقدة لضمان استمرارهم في سوق العمل، في ظل مستقبل تقني يتجه نحو دمج الذكاء الاصطناعي كشريك حتمي في مختلف الصناعات.