الرياض: السعودية لا تتعامل مع التطبيع كورقة مساومة ولا تقبل أن يكون السلام مسارا أحاديا يخدم أجندة الاحتلال - الخليج الان

0 تعليق ارسل طباعة

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: الرياض: السعودية لا تتعامل مع التطبيع كورقة مساومة ولا تقبل أن يكون السلام مسارا أحاديا يخدم أجندة الاحتلال - الخليج الان ليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 09:30 صباحاً

أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنه "في الوقت الذي يحاول فيه بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الفرار من الاستحقاقات السياسية والدبلوماسية التي تلاحقه داخليًا وخارجيًا، أتى بيان وزارة الخارجية السعودية ليعيد ترتيب الأوراق، ويضع حداً للمزايدات السياسية التي يحاول نتانياهو أن يصنع منها ستاراً يحجب به جرائم حكومته بحق الشعب الفلسطيني، والهروب من مأزق غزة بالتصعيد السياسي".

وأوضحت أنه "منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، أمعنت الحكومة المُتطرفة في سياسات التدمير الممنهج والتصفية الجسدية للمدنيين، في مشهد يعكس فشلًا عسكريًا لا يقل عن الفشل السياسي الذي يواجهه نتانياهو داخليًا، وبينما يتصاعد الضغط الدولي على إسرائيل، كان لا بد لهذا "الشخص الهستيري"، من إعادة توجيه البوصلة نحو محاولة افتعال معارك جانبية، متوهمًا أن بإمكانه فرض واقع جديد في المنطقة عبر التصعيد السياسي".

ولفتت إلى أن "رئيس وزراء الاحتلال لجأ إلى التلويح بأحد أكثر الملفات حساسية، وهو ملف التطبيع، ظنًا منه أن بإمكانه التلاعب بالأولويات السياسية الإقليمية، لكن الرد السعودي جاء حاسمًا وقاطعًا وواقعيًا: "لا تطبيع بلا دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، وهي الرسالة، التي حملها بيان الخارجية السعودية (الأحد)، وهي ليست موقفًا مستجدًا، بل تأكيد جديد على سياسة راسخة لم ولن تخضع للمساومة أو الابتزاز السياسي الذي يحاول نتنياهو ممارسته للهروب من أزماته المتلاحقة".

واعتبرت أن "نتانياهو جاول في مقابلته الأخيرة التلاعب بالمفاهيم السياسية، مستخدمًا أسلوب "التضليل الاستراتيجي" في حديثه عن فرص السلام والتطبيع، متناسيًا أنه يقود حكومة هي الأكثر تطرفًا في تاريخ هذا الكيان المزعوم، وأنه المسؤول الأول عن المجازر المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة".

وشددت على أن "موقف السعودية ليس موقفًا دبلوماسيًا ظرفيًا، بل هو موقف مبدئي يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وإلى الثوابت التي لطالما كانت محور السياسة الخارجية للمملكة تجاه القضية الفلسطينية، ولعل التصريحات والإدانات العربية والإسلامية الجارفة التي أيدت موقف الرياض جاءت لتؤكد أن العالم العربي والإسلامي يقف خلف بلادنا، باعتبارها حجر الأساس في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وليس كما يتوهم نتانياهو أن بمقدوره خلق فجوات داخل الصف العربي أو الترويج لروايات مضللة حول مسارات السلام".

وأضافت: "لم يكتفِ نتانياهو بمحاولة التلاعب بملف التطبيع، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عبر تصريحاته التي تروج لفكرة التهجير القسري للشعب الفلسطيني، في خطوة تعكس ذهنية التطرف التي تحكم تفكيره السياسي، وهذه التصريحات، التي استدعت إدانة عربية وإسلامية واسعة، لم تكن سوى محاولة أخرى منه لصرف الأنظار عن جرائمه المستمرة في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى والجرحى 160 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، في إحدى أبشع المجازر الجماعية في التاريخ الحديث".

ورأت أنه "بينما يواصل نتانياهو هروبه من الاستحقاقات، ويبحث عن مخارج سياسية عبر تصريحات جوفاء، فإن الرياض تثبت مجددًا أنها الطرف الأكثر قدرة على فرض إيقاع منطقي وعادل لملف السلام في المنطقة، فسياسة دولتنا ليست سياسة انفعالات أو تكتيكات مؤقتة، بل هي سياسة تستند إلى ثوابت واضحة".

وأكدت أن "تصريحات نتانياهو لن شيئًا من الواقع، ولن تمنحه طريقًا للهروب من فشله السياسي والعسكري، فالمعادلة واضحة، وهي أن السعودية لا تتعامل مع التطبيع كورقة مساومة، ولا تقبل أن يكون السلام مسارًا أحاديًا يخدم أجندة الاحتلال، ومن أراد الحديث عن المستقبل السياسي للمنطقة، فعليه أن يبدأ بالاعتراف الكامل بحقوق الفلسطينيين، وإلا فإن كل محاولات الالتفاف والمراوغة ستظل مجرد سراب سياسي لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة لحكومة الاحتلال".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق