نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ”دماء الأمم المتحدة تُراق في صنعاء: حكاية أحمد... - الخليج الان اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 08:14 مساءً
أُجريت اليوم الأربعاء، مراسم دفن جثمان الموظف الأممي أحمد باعلوي، الذي عمل في برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي.
جاء ذلك بعد وفاته تحت التعذيب في سجون المليشيات الحوثية الإرهابية، حيث تم اعتقاله قبل أيام قليلة في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للمليشيات.
وفقًا لمصادر عاملة في برنامج الأغذية العالمي، أجبرت مليشيا الحوثي أسرة الضحية على إتمام عملية الدفن دون السماح بإجراء أي تحقيق رسمي بشأن ملابسات الوفاة.
وقد أقيمت الصلاة على جثمان أحمد باعلوي بعد صلاة الظهر في "مسجد بلال" وسط صنعاء، تلاها دفنه في مقبرة "الصياح".
كما أقيم العزاء في صالة "مذهلة الشرق"، وذلك وسط حالة من الحزن والغضب الشديدين التي اجتاحت أوساط زملائه والعاملين في القطاع الإنساني.
في يوم أمس الثلاثاء، عقد برنامج الأغذية العالمي اجتماعًا طارئًا مع جميع موظفيه في اليمن، وذلك على خلفية وفاة باعلوي. ومع ذلك، لم يصدر عن الاجتماع أي بيان رسمي أو قرارات واضحة بشأن مستقبل عمل المكتب في البلاد أو خطوات لضمان سلامة باقي العاملين.
ولم يتم الإشارة إلى الحوثيين بأي شكل من الأشكال، ولم تصدر أي إدانة حازمة للحادثة أو موقف واضح ضد الجهة المسؤولة عن وفاة الموظف الأممي.
وأفادت المصادر بأن المقر الرئيس لبرنامج الأغذية العالمي أبلغ مكتب اليمن بالاستمرار في أداء مهامهم بشكل طبيعي، مما أثار استياءً كبيرًا بين العاملين في البرنامج، الذين عبروا عن قلقهم العميق تجاه غياب أي تحرك جاد لحماية الموظفين العاملين في المناطق الخطرة.
الحادثة كشفت عن هشاشة وضع العاملين في المجال الإنساني في اليمن، خاصة في ظل سيطرة مليشيات الحوثي التي تنتهك القوانين الدولية وتعرض حياة المدنيين والموظفين الأممين للخطر بشكل متزايد.
ويأتي هذا الحدث ليزيد من التوترات حول دور المنظمات الدولية في اليمن، وسط مطالب بتوضيحات عاجلة وخطوات رادعة لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.
تستمر هذه الحادثة في تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، حيث يواجه الموظفون الأمميون والمحليون خطرًا متزايدًا نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
ووفقاً للتقارير الحقوقية، فإن اعتقالات تعسفية وحالات تعذيب ممنهجة أصبحت من بين الأساليب الشائعة التي تعتمدها المليشيات ضد منتقديها أو المشتبه بهم.
من جانبهم، أعرب العديد من العاملين في القطاع الإنساني عن قلقهم العميق بشأن مستقبل عملهم في ظل غياب أي ضمانات حقيقية لحمايتهم.
وأكدوا أن مثل هذه الحوادث تزيد من التوترات وتضعف الثقة في قدرة المنظمات الدولية على تقديم الدعم اللازم للمجتمع اليمني في ظل هذه الظروف الصعبة.
على المستوى الدولي، لم يصدر حتى الآن موقف واضح أو رد فعل قوي من الأمم المتحدة أو الدول المانحة تجاه ما حدث لأحمد باعلوي.
هذا الغياب النسبي للإدانة أو المطالبة بالمساءلة قد يُفسر على أنه رسالة سلبية قد تشجع المليشيات الحوثية على الاستمرار في انتهاكاتها دون عقاب.
من جهة أخرى، طالبت منظمات حقوقية محلية ودولية بإجراء تحقيق مستقل وشفاف حول ملابسات وفاة أحمد باعلوي، مع محاسبة المسؤولين عن التعذيب الذي أدى إلى وفاته.
كما دعت هذه المنظمات المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية العاملين في المجال الإنساني في اليمن، بما في ذلك فرض عقوبات على الجهات المتورطة في انتهاك القوانين الدولية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه اليمنيون المزيد من الدعم والإغاثة، تبقى مخاوفهم قائمة بشأن استهداف العاملين في المجال الإنساني، الذين يشكلون شريان الحياة بالنسبة لآلاف الأسر المحتاجة.
وبدون خطوات جادة لتحسين البيئة الأمنية وضمان سلامة العاملين، قد تواجه الجهود الإغاثية تحديات أكبر في المستقبل، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
0 تعليق