نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: بالفيديو.. أول خطاب للرئيس السوري أحمد الشرع بعد تنصيبه - الخليج الان اليوم الخميس 30 يناير 2025 04:39 صباحاً
قال الرئيس السوري أحمد الشرع في خطاب النصر فور تنصيبه رئيسًا للجمهورية العربية السورية:
خطاب السيد #الرئيس #احمد_الشرع
كاملاً#الشرع_رئيس_سورية #الشرع_رئيسا_لسوريا #سوريا #دمشق pic.twitter.com/QCYx7PZ0gu— أحمد الشرع parody (@AhmedalaSharaa) https://twitter.com/AhmedalaSharaa/status/1884714565562220625?ref_src=twsrc%5Etfw
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قبل بضعة أشهر، تهيأت لي دمشق كالأم المتفانية، ترمق أبناءها بعين المستغيث المعاتب، وهي تشكو جراحها، والذل والهوان ينزف دماً، وتكابر على الألم، وتكاد تهوي، وهي تقول: أدركوا أمتكم، أدركوها قبل أن يلحق بكم عار الأمم! فدمشق التي أورثتكم عز الشرق ومكانة المجد، فالشام خيرة الله من أرضه، سوريا الحضارة، سوريا التاريخ، الشام أمانة أبي عبيدة بن الجراح و خالد بن الوليد.
آهن يا شام! كم كان يعذبنا أنين صوتها! فأي ذل أعظم من أن يحكمها طغمة الإجرام، ويفعلوا بها الذي فعلوا؟! هدموا بيوتها، وهجروا أهلها، وعذبوهم في سجون الظلام، ثم ضغطوهم بمكابس الحديد، وأحرقوا جثامينهم بالأسيد. فناديناها بصدق: "قفي دمشق، قفي وانهضي وتصبري"، فعقدنا العزم، ونظمنا الصفوف، وتهيأت القوات، وحددنا الهدف، وملنا على عدونا حتى أدركنا الشام قبل أن تهوي. كسرنا القيد بفضل الله، وحرر المعذبون، ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان، وأشرقت شمس سوريا من جديد.
هلل الناس وكبروا، فكان الفتح المبين، والنصر العظيم، يوم انتصر الحق على الباطل، والعدل على الظلم، والرحمة على العذاب.
أما بعد، أيها السادة، إن الصفة المتعارف عليها في الحرب والمعركة العسكرية هي الخراب والدمار وسفك الدماء، غير أن نصر سوريا تحقق، وملئه الرحمة والعدل والإحسان عند القدرة. فإنه قد خاب من ظن أن الحرب تبيح الأخلاق، بل إن السلطة والمال والسلاح فساد عريض ما لم تحكمه القيم والأخلاق. وإن فلسفة الصراع هي صراع الحق مع الباطل، والخير مع الشر، والعدل مع الظلم. فكلما تساوت أخلاق أهل الحق مع الباطل خسروا، وإن انتصروا. فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله، فأصبح من الخاسرين رغم أنه انتصر.
وإن اللحظات الأولى للنصر قد تكون هي عينها اللحظات الأولى للهزيمة، فإن الغرور إذا لازم المنتصر بعد نصره، ونسي فضل الله عليه، أودى به إلى الطغيان. إن النصر له تكليف بحد ذاته، فمهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤولية عظيمة. فإن النظام البائد خلف جراحات عميقة، مجتمعية واقتصادية وسياسية وغيرها، وإصلاحها يتطلب حكمة عالية، وعملاً دؤوباً، وجهداً مضاعفاً. فواهم من ظن أن زمن النصب قد ولَّى، وأن الراحة قد أقبلت! إن ما تحتاجه سوريا اليوم أكثر مما مضى، فكما عزمنا في السابق على تحريرها، فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها.
إن سوريا قيمةٌ بحد ذاتها، وهي ترفع من يخدمها، وتخفض من لا يقدرها، فهي أمانة اليوم بين أيديكم. وإن أولويات سوريا اليوم هي:
أولاً: أن يُملأ فراغ السلطة بشكل شرعي وقانوني.
ثانياً: أن يُحافظ على السلم الأهلي من خلال السعي لتأسيس الأجهزة العسكرية والأمنية والشرطية، فإن حفظ أمن الناس مُقدَّمٌ على أي اعتبار.
ثالثاً: أن يُعمل على بناء بنية اقتصادية تقوم على الأخوة، والاحترام، والسيادة، والمصالح المشتركة.قد كثُر الحديث عن الماضي المجيد لأمتنا، وقد ملَّ الناس من تكرار "كان وكُنَّا"، وبهذا النصر العظيم قد حُقَّ لنا أن نصل الماضي بالحاضر المشيد، وحُقَّ لنا أن نقول: "كان وكُنَّا نحن وأنتم". قال الحاضر، وقالت الأحداث: فلتَعُد أيها التاريخ! فلتعُد أيها التاريخ، لتسود صفحاتك من جديد، وتكتب بها أنغاماً من الأهازيج.
مبارك لنا، ولكم، ولكل سوريا، ومن تعاطف معها، ووقف بجوارها.
0 تعليق