اتفق رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ونظيره المصري، مصطفى مدبولي، خلال زيارة الأخير إلى بغداد، الخميس، على دعم جهود التهدئة في المنطقة، بالإضافة إلى تأكيد الموقف المشترك تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه، فيما أشرفا على إبرام 12 اتفاقية مشتركة في مجالات الاقتصاد والتجارة والتعاون الثقافي.

عقب ذلك، عقد السوداني ومدبولي لقاءً ثنائياً تناول العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون والشراكة، وتنسيق المواقف إزاء التحديات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي مؤتمر صحافي مشترك، أشار السوداني إلى أن التنسيق العالي مستمر بين العراق ومصر، فيما يتعلق بالقضايا الراهنة في المنطقة، وفي مقدمتها العدوان على غزة ولبنان وعمليات إغاثة أهلنا الفلسطينيين، وإيصال المساعدات. وأشاد بالدور الكبير لمصر في العمل الدبلوماسي المتواصل، الذي أسفر، مع الأشقاء والأصدقاء في قطر والولايات المتحدة، عن هدنة ووقف الحرب في غزة، ودعم العراق كل الجهود الإقليمية التي تستهدف ترسيخ الاستقرار والوقف الشامل والمستدام للحرب، فيما شدد على وجوب عدم السماح لحكومة الاحتلال بتوسعة الحرب في المنطقة.

وجدد السوداني، موقف العراق المبدئي والثابت من القضية الفلسطينية، ورفضه القاطع للدعوات أو محاولات تهجير الفلسطينيين إلى البلدان المجاورة، مؤكداً في الوقت عينه حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس.

ولفت إلى إن هناك تفاهماً في مجال النقل البري بين البلدين، وفي مجال تعزيز المنافسة ومكافحة الاحتكار، وكذلك التعاون بين أمانة بغداد ومحافظة القاهرة، منوهاً أيضاً بـالتعاون في مجال الآثار والمتاحف، وفي تكنولوجيا الاتصالات والإعلام، وفي مجال تبادل الخبرات بشأن خزن الحبوب وإدارة الصوامع ومجالات أخرى كثيرة.

وأوضح أن المنهج الإصلاحي للحكومة مكّن الشركات المصرية من الدخول إلى السوق العراقية بشكل تخصصي وواسع، مبيناً إن العديد من الشركات المصرية تعمل في تنفيذ الكثير من مشاريع البنى التحتية والمشاريع الاستثمارية.

وأضاف: بلغ حجم التعاقدات مع الشركات المصرية لتنفيذ مشاريع البنى التحتية أكثر من 600 مليار دينار عراقي، معتبراً أن التحديات الاقتصادية والمناخية المجتمعية، كلها تحديات متشابهة بين بلدينا ودول المنطقة، والتكامل هو مفتاح للحلول.

فيما أعرب مدبولي، عن استعداد بلاده في المساهمة بزيادة حجم التبادل التجاري مع كل من العراق والأردن في إطار التعاون الثلاثي المشترك بين هذه الدول.

وذكر في المؤتمر الصحافي، بأن هنالك تطابقاً كاملاً بين رؤيتي مصر والعراق بما يخص سياسة المنطقة ورفض إجراءات التهجير القسري للفلسطينيين، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الشركات المصرية على مدار العشر السنوات الماضية، وفي إطار المشاريع الكبرى وبشتى المجالات، أصبح لديها الخبرات الكبيرة جدا والقدرة الهائلة على تنفيذ المشاريع الحيوية في اسرع وقت وأعلى جودة.