ترامب يستقبل نتانياهو بهدية ترحيل الفلسطينيين! - الخليج الان

0 تعليق ارسل طباعة

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: ترامب يستقبل نتانياهو بهدية ترحيل الفلسطينيين! - الخليج الان ليوم الاثنين 3 فبراير 2025 03:38 صباحاً

لم يتأخر الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تقديم الهدايا لاسرائيل، حتى منذ ما قبل تسلمه مهامه رسمياً، وها هو اليوم يقدم هدية جديدة تعتبر الاهم بين تلك التي قدمها وهي: ترحيل الفلسطينيين. واستعاد ترامب الكيمياء التي كانت مفقودة تماماً بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتانياهو قبل اربع سنوات ونيف، وبدأ معه صفحة جديدة عنوانها: بسط سيطرة اسرائيل على الشرق الاوسط، وتم وضع مدماكها الاول بالتغييرات التي شهدتها المنطقة وخصوصاً في سوريا ولبنان. هذه التغييرات الميدانية، ستعقبها قريباً جداً تغييرات سياسية عبر استكمال "مشروع ابراهام"، حيث من المتوقع الا تتأخر السعودية كثيراً في تطبيع العلاقات مع اسرائيل، على ان تليها دول اخرى تباعاً، كما ستكون سوريا ايضاً من الموقّعين تمهيداً لانضمام لبنان في مرحلة ابعد نسبياً.

وانسجاماً مع هذه الفكرة، كان لا بد من اراحة اسرائيل بشكل كبير، وخصوصاً في الداخل، وكان لترامب "الحل السحري" القاضي بترحيل الفلسطينيين من غزة وبعض اجزاء الاراضي الفلسطينية، الى مصر والاردن، ما يعني حكماً بقاء اللاجئين الآخرين حيث هم في لبنان وسوريا وبعض الدول الاخرى. إنه الحل السحري الامثل الذي وجده الرئيس الاميركي وهو يعمل عليه بقوة، وبفعل الزخم العائد فيه الى البيت الابيض، لن يكون بمقدور احد ان يقف في وجهه، والدليل الابرز على ذلك، انه يقوم بكل ذلك بشكل علني ومن دون الشعور بالاحراج او الحياء، فهو "سيد العالم" حالياً، وليس هناك ما او من يردعه. حتى من يخافه كالاوروبيين والكنديين واميركا الجنوبية... لا يمكنهم الوقوف في وجهه، وجل ما يستطيعون فعله هو اعلان رفضهم، بطريقة خجولة، لافكاره وخطته التي بدأ وضعها موضع التنفيذ.

وصول نتانياهو الى واشنطن، سبقه اتصال بين ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول موضوع استقبال مصر لعدد من الفلسطينيين، وهو ما اعلنت السلطات المصرية رفضها له، لكنها في المقابل لم تقم بأيّ خطوة ملموسة من شأنها طمأنة الجميع، بمن فيهم المصريين، انها ستقف بقوة في وجه هذا الامر. في المقابل، يشعر الاردن بسخونة الموقف، ويدا الملك مكبّلتان ايضاً، وهو يحاول قدر الامكان تأجيل مفاتحة الرئيس الاميركي له بموضوع وصول المزيد من الفلسطينيين الى الاراضي الاردنية، ولكنه يعلم في قرارة نفسه ان لا مفرّ من هذه الساعة.

ومع تنفيذ هذه الفكرة، يكون مشروع حلّ الدولتين قد وضع على السكة للسير فيه ولكن وفق النقاط المحددة اميركيا واسرائيلياً، ايّ بدولة اسرائيلية بكل ما للكلمة من معنى من جهة، وبدويلة فلسطينية مغلوب على امرها من جهة ثانية، لا تستطيع استقبال مواطنيها ان من ناحية المساحة الجغرافية التي ستكون بالغة الصغر، او من حيث المقوّمات التي ستخضع لرغبة اسرائيل. وبذلك، يجد ترامب الشعور بالفرح بأنه حقق السلام في المنطقة، ولكنه يعلم انه سلام موقت ولن يكون دائماً، لانّه اذا كان المغلوب على امرهم اليوم لا يمكنهم التعبير عن رفضهم، فبعد عقود من الزمن، سيتغيّر الوضع بالتأكيد، وسيبرز جيل من المنتفضين والمقاومين الذين سيعيدون التوتر للمطالبة بحقّهم، مع فارق اساسي وهو انّ اسرائيل تكون قد اصبحت دولة بمساحة جغرافيّة كبيرة لن يكون من السهل تصغير حجمها، فيما ستكون الدول المجاورة ايّ لبنان وسوريا ومصر والادرن في مرحلة غليان بسبب التغيير الديموغرافي الذي سيحلّ.

هذا ما نعيشه اليوم، بداية شرق اوسط جديد، بحدود جديدة، وبدولتين جديدتين، وبشعوب جديدة مختلطة لن تقدر على التكيّف والاندماج، في انتظار انفجار الامور بعد فترة من الزمن قد تكون بعد عقد او عقدين من الزمن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق