نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: دمج الحدث في المجتمع من أهم أولوياتنا - الخليج الان اليوم السبت 8 فبراير 2025 11:32 مساءً
أكدت بشرى قائد مديرة مركز «صون» للرعاية والتأهيل التابع لهيئة تنمية المجتمع بدبي، أن المركز الذي فتح أبوابه لاستقبال الأحداث، بعد نقل الخدمة من الإدارة العامة للمؤسسات العقابية بالقيادة العامة لشرطة دبي لتتولاها بشكل كامل هيئة تنمية المجتمع، يسعى ضمن أهدافه إلى تقليل نسبة العود ودمج الحدث في المجتمع وذلك ضمن أولوياته لتحقيق التأهيل الشامل. وقالت بشرى قائد: إن المركز يستقبل الأحداث من كافة الجنسيات من الذكور والإناث ذوي الأعمار من سن 12 إلى 18 عاماً من المحكومين والموقوفين في إمارة دبي.
رعاية وتأهيل
وقالت مديرة المركز في لقائها مع «الخليج الان»، أن «صون» الذي تم افتتاحه رسمياً في السابع من نوفمبر الماضي، يضم قسمين، وهما: قسم الرعاية والتأهيل المعني بالأحداث الجانحين الذين ارتكبوا جنحاً أو مشكلات قانونية سواء كانوا محكومين أو موقوفين على ذمة قضايا إلى أن ينظر فيها، فيما يعنى قسم الوقاية والتنسيق المجتمعي، بالأحداث المعرضين للجنوح وهم الذين لم يقوموا بارتكاب أي جنح وإنما تم التحفظ على ملفاتهم في الشرطة لقيامهم بسلوكيات خاطئة مثل التمرد على الوالدين أو مصاحبة أصدقاء السوء أو التأخر عن المنزل، وهؤلاء يحتاجون للمتابعة بالتعاون مع أسرهم ضمن بيئتهم الطبيعية، لضمان عدم انزلاقهم في أمور غير قانونية.
وأضافت أن القسم الأول يضم أخصائيات نفسيات واجتماعيات ومشرفين ومشرفات اجتماعيات، يتناوبون على الحدث على مدار الساعة، فيما يعنى القسم الثاني وهو الوقاية والتنسيق المجتمعي، بالأحداث المعرضين للجنوح الموجودين خارج المركز وببرامج الوقاية.
خطة تدخل
وحول آلية استقبال الأحداث في قسم الوقاية والتنسيق المجتمعي، أوضحت مديرة مركز صون للرعاية والتأهيل أنه فور تلقي ملف الحدث المعرض للجنوح، من الشركاء تشرع الأخصائيات بدراسة الحالة ووضع خطة تدخل، مشيرة إلى أن هذا القسم يقوم بوضح خطط وبرامج للوقاية تستهدف جميع أطفال إمارة دبي من جميع الجنسيات بهدف تقليل الجريمة لدى الأحداث وتوعيتهم وأسرهم بالقوانين. وبينت أن هذه البرامج تقدم في المدارس والدوائر الحكومية ومجالس هيئة تنمية المجتمع.
وأبانت أن المركز يعد يومياً جدول أنشطة للأحداث الجانحين بحيث يبدأ من الفجر، وحتى الساعة التاسعة مساء، مشيرة إلى حرص المركز على ربط هذه الأنشطة بالصلوات الخمس كأسلوب حياة، لتعزيز الوازع الإيماني في نفوسهم بما ينعكس إيجاباً على سلوكهم وتفكيرهم وحركتهم في الحياة خلال وبعد انتهاء مدة محكوميتهم.
وأوضحت أن جدول الأنشطة اليومي يحتم على الحدث ترتيب وتنظيف غرفته بنفسه لتعويده على تحمل المسؤولية والأعباء ثم يتناول فطوره ويبدأ دراسته التعليمية ويمارس الأنشطة والبرامج مع الأخصائيات بحسب الجدول المنظم له، حتى موعد أذان الظهر ثم يؤدي الصلاة ويتناول غداؤه وينال قسطاً من الراحة ليستأنف بعدها الأنشطة المسائية والبرامج الترفيهية مع الشركاء الاستراتيجيين للمركز.
عمل جماعي
وأشارت بشرى إلى أن برنامج الحدث في نهاية الأسبوع يبدأ بصلاة الفجر ثم ينتقل إلى برنامج رياضي، مشيرة إلى أن جدول الأنشطة يعزز قيمة العمل الجماعي، ويكسب الحدث مهارات مختلفة تفيده في حياته، مؤكدة أن تقليل نسبة العود ودمج الحدث في المجتمع يعتبران إحدى أهم ركيزتين يسعى إليهما المركز.
وقالت: إن التعليم يعتبر دعامة أساسية لضمان تحقيق الدمج الفاعل لذلك يحرص المركز على استمرارية الحدث في تلقي تعليمه أثناء تواجده فيه عبر إلحاق الأحداث من الإماراتيين بمدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم، فيما يتم إلحاق غير المواطنين بمدارس تابعة لهيئة المعرفة والتنمية البشرية وذلك للدراسة عن بُعد.
وأشارت إلى أن المركز يحرص كذلك على ضمان استمرارية الأحداث في استئناف تعليمهم عقب انتهاء تدبير محكوميتهم وخروجهم المركز من خلال التواصل مع أسرهم لضمان استمراره في الدراسة وعدم العودة إلى الجريمة مرة أخرى. وقالت مديرة «صون»: إن المركز يقدم خدماته المتنوعة في الرعاية والتأهيل لكل من الأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح، وذلك بالتعاون مع شركاء الهيئة الاستراتيجيين مثل شرطة دبي، دبي الصحية، ووزارة التربية والتعليم، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، فضلاً عن الرعاية القضائية من خلال حضور الجلسات والتقاضي عن بُعد ورفع التقارير الدورية للجهة القضائية، والمتابعات اللاحقة، بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية من قبل الأخصائيات الاجتماعيات والنفسيات اللواتي يتابعن الحالات ويقدمن الدعم للأحداث من خلال وضع خطط تدخل.
دعم كبير
وثمنت بشرى قائد الدعم الكبير الذي تقدمه وزارة التربية والتعليم التي توفر كافة الأجهزة والألواح الذكية والمعلمين والامتحانات لضمان تلقي الأحداث تعليمهم عن بُعد على الوجه الأكمل.
وحول المرافق، أوضحت أن المركز يضم جناحين أحدهما للذكور والآخر للإناث ويحتوي كل جناح على سكن للأحداث يحتوي على 6 غرف بسعة 12 فرداً، وصالة بحيث تحتضن الغرفة الواحدة حدثين، إلى جانب غرفة غسيل ملابس ومصلى وغرفتين للمقابلات الاجتماعية، وغرفة التحقيق أو التقاضي عن بُعد للشرطة والقضاء، إلى جانب مكتب الأمن التابع للقيادة العامة لشرطة دبي، ومكان لاستقبال الزيارات الأسبوعية من أهالي الأحداث، فضلاً عن الزيارات الخاصة، فضلاً عن عيادة تابعة لـ«دبي الصحية».
ويضم المركز أيضاً منطقة لتدريب الأحداث على فنون الزراعة، وملاعب وصالة تضم أجهزة رياضية، وفصولاً دراسية لاستئناف الأحداث تعليمهم المدرسي، وقاعة للكمبيوتر، ومكتبة تضم العديد من الكتب التي تتناول مختلف المجالات التعليمية والثقافية.
ويضم المركز أيضاً ورشتين لتنظيم ورش العمل الفنية والمهنية للأحداث من الذكور، فيما تم تحويل الورشة الكائنة في جناح الإناث إلى مطبخ لتعليمهن فنون الطبخ، فضلاً عن قاعة متعددة الاستخدامات مثل تنظيم المحاضرات أو الاحتفالات أو عرض أفلام سينمائية وغرفة لتناول الطعام، فضلاً عن مكاتب الإدارة.
كما يحتوي المركز على مناطق لاستراحة الأحداث تتمتع بنوافير المياه والأشجار والزروع التي تبعث البهجة والأمل في نفوسهم، فضلاً عن حرص المركز عن نشر عبارات من أقوال الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومقتطفات من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تبث الإيجابية في نفوس الأحداث وتعلمهم فنون الحياة ودروسها.
قرار
جاء إنشاء المركز بموجب قرار المجلس التنفيذي رقم (1) لسنة 2021، والذي وضع الأسس لإنشاء المركز وتطوير إطار حوكمة وإدارة يضمن تقديم أعلى مستويات الخدمة، واستناداً إلى القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 2022 بشأن الأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح، وقرار مجلس الوزراء رقم (133) لسنة 2023 بشأن اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي بشأن الأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح.
0 تعليق