دمشق-الخليج الان

قدم 14 فناناً وفنانة من أجيال عدة مساء اليوم، رسائل فنية وجمالية ضمن معرض فني بعنوان “سلام”، عبر مجموعة من آخر نتاجاتهم الإبداعية في الرسم والنحت، إيماناً منهم بأهمية دور الفن في بناء المجتمع والوطن.

المعرض الذي تستضيفه صالة مشوار ضم 29 عملاً، توزعت بين اللوحات والمنحوتات بمواضيع متعددة، وخامات وتقنيات وأساليب فنية وأحجام متنوعة، عكست تجارب المشاركين وأفكارهم حول مختلف جوانب الحياة.

وعن فكرة المعرض قالت مديرة صالة مشوار ميادة كليسلي في تصريح لمراسل الخليج الان: “عملنا منذ 20 يوماً على إعداد هذا المعرض تحت عنوان سلام، لأننا كنا وما زلنا نحتاج للسلام، وتمت دعوة الفنانين والفنانات من مختلف المحافظات السورية؛ ليكون هذا التجمع احتفاءً بالفن السوري الحر، الذي لا يمكن لمجتمعنا أن يعيش دونه لأنه يعبر عن هويتنا الثقافية والحضارية”.

الفنان الدكتور محمد الشبيب شارك بلوحتين بأسلوب تعبيري بمناخات تجريدية، وبتقنية المواد المختلفة على قماش وبحجم كبير تحملان مشاعر الفرح والتأمل، وقال: “رغم تواجدي خارج سوريا إلا أنه عندما تلقيت دعوةً للمشاركة، تولد لدي الإصرار والحماس للتواجد ضمن المعرض الذي يأتي في مرحلة مهمة ومصيرية من تاريخ سوريا، وليكون لنا كفنانين سوريين مساهمة في إشراق شمس وطننا من جديد بعد سنوات من الضيم وظلام الاستبداد”.

ولفت الشبيب إلى أن عرض نتاجه الفني الجديد في وطنه ولجمهوره المحلي بعد سقوط النظام البائد له أثره البالغ في نفسه، وخاصة أنه يشارك شعبه أفراحهم الوطنية وحماسهم لبناء سوريا الجديدة.

بدورها الفنانة التشكيلية رانيا كرباج شاركت بعملين من مجموعتها الجديدة التي تحضرها لمعرضها الفردي القادم، وعنهما أوضحت أنهما يدمجان بين رسالة السلام والحالة الصوفية التأملية الموجودة.

واعتبرت الفنانة كرباج أن معرض “سلام” جاء ليؤكد أن بلدنا لا تزال مهد الحضارة والأصالة والفن، لكنها اليوم تحتاج كل أبنائها لتلملم جراحها وتقوم من جديد وتتعافى.

النحات هشام الغدو شارك في المعرض بعمل بورتريه بخامة حجر الصوان وبحجم صغير، وعبر عن سعادته بالمشاركة التي جاءت معبرة عن أصالة تجذر الفن في المجتمع السوري، معتبراً أن المشاركين أرادوا إيصال رسائل إنسانية وجمالية للداخل والخارج عبر أعمالهم الفنية المعبرة عن تجاربهم المتنوعة.

وجاءت مشاركة النحاتة سها حسن بأربعة أعمال نحتية بأسلوب تعبيري، أحدها بتقنية الرولييف وبخامات تنوعت بين الخزف والبوليستر والجص مع المواد المختلفة، وجسدت من خلالها نساء في حالات إنسانية أنثوية متنوعة، ورأت أن المشاركة في المعرض تحمل أهمية كبيرة لإثبات دور الفن في الحياة وضمن الحراك الثقافي، وخاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا، ولاسيما أن الجمهور السوري يعيش حالة تعطش للفعاليات الفنية بعد سقوط النظام وذلك يدعو للتفاؤل بمستقبل واعد للفن السوري.

وشارك في المعرض أيضا كل من الفنانين غازي غانا، أمل زيات، هشام الغدو، فاركيز برصوميان، ربا كنج، سها حسن، ساشر لو، محمد العلبي، سراب الصفدي، نعمان عيسى، نادين عبد القادر ولين الكناني.

محمد سمير طحان