نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الدور الوطني لـ«كوكب الشرق».. استعادت ثقة الشعب بعد حرب 1967 بصوتها القوي - الخليج الان اليوم الأحد 2 فبراير 2025 09:39 مساءً
على مدار سنوات حياتها المديدة، لعبت أم كلثوم أدواراً عديدة فى تاريخ مصر الحديث، اختلفت وتنوعت صور حضورها بما يناسب كل مرحلة ورجالها، ولكن بعد حرب 1967، وبعد أن تشربت أم كلثوم دموع النكسة، تلبستها روح فتية متخمة بالأمل، وقادرة على قهر المحنة، إذ تقدمت المشهد الفنى، وجندت سلاحها، وهو صوتها، ليبرز وجودها فى ساحة المعركة كرمز للإرادة المصرية الجسورة، التى أبت أن تحطمها الهزيمة، فهبت واقفة وراء المجهود الحربى، كصورة جديدة للأسطورة المصرية «إيزيس»، التى بعثت من تحت ركام المعركة، لتجوب الأرض من مشرقها إلى مغربها، فى محاولة للبعث وإعادة الروح إلى «أوزوريس»، الذى تجسد فى صورة الشعب، الذى رفع أم كلثوم إلى مصاف أبطال السير الشعبية.
وقال الكاتب سعيد الشحات، صاحب كتاب «أم كلثوم وحكام مصر»، لـ«الوطن»، إن أم كلثوم لها دور استثنائى خلال حرب الاستنزاف، بدأت حملة لجمع التبرعات لصالح المجهود الحربى، بعد حرب 1967، بعد أن اعتكفت لأيام فى منزلها، حزناً على ما حدث، وبعدها فكرت فى مخرج، واهتدت إلى فكرة التبرع للمجهود الحربى، وأوضح أن دعم «الست» للمجهود الحربى تمثل فى مسارين، الأول من خلال تكوين جمعية أهلية، وهى «التجمع الوطنى للمرأة»، وضمت الجمعية عدة سيدات، وكانت هى رئيسة الجمعية، وأعدت برنامجاً لجمع التبرعات، تضمن فتح باب التبرعات بالأموال أو بالمصوغات الذهبية، وهذا التوجه لاقى استجابة كبيرة من السيدات المصريات من فئات مختلفة، أما الشكل الآخر فجاء فى تنظيم مجموعة من الحفلات الغنائية، داخل وخارج مصر، تم تخصيص دخلها لصالح المجهود الحربى، وقدمت العديد من الحفلات فى مصر، والدول العربية والأجنبية، منها فرنسا وتونس وليبيا والمغرب ولبنان، وكانت آخر حفلة لها فى أبوظبى، بدولة الإمارات العربية المتحدة، فى عام 1971، وخصصت دخل هذه الحفلات للمجهود الحربى.
وقال «الشحات» إن هذه التحركات كان لها أثر رهيب على المجتمع المصرى وعلى الفنانين، بل وعلى الجانب السياسى والعسكرى، فهى أكبر فنانة عربية وفى هذه السن المتقدمة، لم يكن دعمها لبلدها مجرد تصريحات كلامية، بل كان تحركات فعلية ومساندة مادية، وهو ما شجع عدداً من الفنانين الآخرين على الاقتداء بها، فقدم بعدها عبدالحليم حافظ حفلة فى لندن، وفى مدن أخرى، بالإضافة إلى تنظيم قوافل فنية، كانت تذهب إلى الجنود على الجبهة، تقدم حفلات فيها جانب ترفيهى وجانب دعم معنوى للجنود خلال حرب الاستنزاف، وفسر «الشحات» تحركات أم كلثوم، قائلاً: «كانت تقدم للبلد وللقيادة السياسية، التى كانت مؤمنة بها، ما تمكنت من تقديمه آنذاك»، مشيراً إلى أن ذلك جاء امتداداً لما قدمته من مساندة للقيادة المصرية فى الخمسينات والستينات، ولم يكن فيه أى نوع من الإملاءات، من أى جهة من الجهات.
ووثق الباحث كريم جمال، فى كتابه «أم كلثوم والمجهود الحربى»، وهو الكتاب الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى 2023 من وزارة الثقافة، الدور الوطنى الذى لعبته أم كلثوم، ووصل إجمالى عدد حفلات أم كلثوم فى المحافظات إلى 4 حفلات فى أربع محافظات، هى البحيرة والإسكندرية والمنصورة والغربية. ووفقاً لما رصده كريم جمال، بلغت حصيلة الرحلات الداخلية من أجل المجهود الحربى فى البحيرة 76 ألف جنيه، وفى الإسكندرية 100 ألف جنيه، وفى الدقهلية 100 ألف جنيه، وفى الغربية 227 ألف جنيه.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق