تشير أبحاث حديثة إلى أن النظام الغذائي يلعب دوراً رئيسياً في الحد من خطر الإصابة بالسرطان، خاصة في الجهاز الهضمي. وأظهرت دراسات جديدة أن بعض الأطعمة يمكن أن تقلل أو تزيد من احتمالية الإصابة بأشكال مختلفة من السرطان، مما يعزز الأدلة على أهمية التغذية في الوقاية من الأمراض المزمنة.

وفقاً لدراسة من جامعة أوكسفورد، نُشرت مطلع العام الحالي في مديكال نيوز توداي، فإن استهلاك حليب البقر والأطعمة الغنية بالكالسيوم قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وأجريت الدراسة على أكثر من 542 ألف شخص، حيث أظهرت النتائج أن من تناولوا كوبًا إضافياً من الحليب يومياً، أو ما يعادل 300 ملغ من الكالسيوم، انخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 17%. كما أظهرت البيانات أن الزبادي والأطعمة الغنية بالمغذيات مثل الريبوفلافين والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم قد تساهم أيضاً في تقليل هذا الخطر.

من جهة أخرى، أوضحت دراسة متزامنة أن الأطعمة الغنية بالألياف يمكن أن تساعد في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم من خلال تحفيز البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تعمل على "تنشيط" جينات معينة تلعب دوراً في حماية الجسم من الأورام.

وفي دراسة أخرى نُشرت في ديسمبر 2024، وجد الباحثون أن شرب أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة، مما يضيف القهوة إلى قائمة المشروبات المحتملة لتعزيز الحماية من بعض أنواع السرطان.

تؤكد هذه النتائج على أهمية العادات الغذائية الصحية في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، وتشير إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآليات الدقيقة التي تربط بين التغذية وصحة الجهاز الهضمي والوقاية من الأورام.