ضمن احتفالات ندوة الثقافة والعلوم في دبي بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس نظمت الندوة أمسية بعنوان «سلطان بن علي العويس ودوره في المجتمع، والحياة العامة، والعمل الثقافي والاقتصادي» أدار الندوة بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة.

وشارك فيها معالي سعيد الرقباني، المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، ومعالي أحمد حميد الطاير.

ومعالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد وحضرها معالي محمد حسين الشعالي، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة الندوة ود. صلاح القاسم المدير الإداري وأعضاء مجلس إدارة الندوة، وسلطان صقر السويدي ود. محمد سالم المزروعي ود. سليمان موسى الجاسم ود. سعيد حارب ود. حصة لوتاه ود. عبدالخالق عبدالله وعدد كبير من المسؤولين والمهتمين والإعلاميين.

وأكد بلال البدور أن الحديث عن مئوية سلطان العويس يستدعي استعراض مسيرة حياته، وهو أمر مهم للتعريف بأدباء ومبدعي الإمارات للعالم كله.

وأضاف: قبل سنوات احتفلت دولة الإمارات بمئوية الشاعر سالم بن علي العويس، وفي سنة 2004 احتفلت ندوة الثقافة والعلوم بقمة من قمم الإمارات العلامة الشيخ محمد بن سعيد بن غباش، وكانت الاحتفالات محلية، ولكن بالتعاون بين مؤسسة العويس واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الإماراتية اعتمدت يونيسكو سنة 2025 عاماً باسم سلطان بن علي العويس.

ولذا حرصت ندوة الثقافة والعلوم على الاحتفاء بسلطان بن علي العويس بعدة فعاليات على مدار السنة أولاها ندوة سلطان العويس في المجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وندوة أخرى عن جائزة العويس للإبداع، وندوة أخيرة عن جماليات شعر سلطان بن علي العويس.

وأكد معالي أحمد حميد الطاير أن سلطان بن علي العويس نشأ في بيت تجاري فكان والده تاجراً في مجالات اقتصادية عدة في ذلك الوقت، وكان لوالده اليد في تأسيس كثير من الشركات والأعمال التجارية، وكان أول أعمال سلطان التجارية في الهند، بعدها شرع مع مجموعة من رجال الأعمال في تأسيس بنك دبي الوطني، أول بنك وطني إماراتي، على نهج بنك الكويت الوطني الذي أنشئ أولاً.

وطرح الفكرة على المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي شجع مجموعة التجار على تأسيس بنك شركةً مساهمةً، على الرغم من التحديات وقلة الخبرات المتوافرة في ذلك الوقت.

وقد توفي علي بن سالم العويس قبل افتتاح البنك، وتولى سلطان العويس المهمة وكان أول رئيس مجلس إدارة لبنك دبي التجاري حتى توفاه الله، ومحمد سعيد الملا النائب، ومن أعضاء مجلس الإدارة يوسف حبيب مهدي وبعض الشخصيات.

وأضاف الطاير: إن سلطان بن علي العويس ومحمد سعيد الملا شعرا بضرورة ضخ دماء جديدة في مجلس إدارة البنك وكنت أنا أحد من تولوا رئاسة مجلس الإدارة في إحدى المراحل.

وكان نظام البنك يتطلب أن يملك أعضاء مجلس الإدارة في البنك أسهم مشاركة، وكان سلطان العويس يتنازل عن بعض أسهمه لمصلحة الأعضاء والدماء الجديدة في مجلس إدارة المصرف وكنا ثلاثة أعضاء جدد.

وكان المصرف يتمتع بإمكانات أكبر، ورأس مال أقوى، واحتياطات أضخم لدعم التنمية الاقتصادية والحركة التجارية التي تواجه الكثير من التحديات في الثمانينيات. وتابع: إن سلطان بن علي العويس أسهم في تأسيس العديد من المشاريع الاقتصادية في الدولة.

وأكد أن سلطان بن علي العويس ومحمد سعيد الملا حرصا على المصلحة العامة وخدمة الوطن.

من جهته، تحدث معالي سعيد الرقباني عن الأمطار في دولة الإمارات، فطرح على سلطان العويس مشروع بناء سدود للاستفادة من هطول الأمطار في بعض المناطق والأودية، فاقتنع العويس بالفكرة ووافق على البدء بالمشروع بعد أخذ الموافقات الحكومية اللازمة، وطرحت الأمر على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، برغبة سلطان العويس في دعم المياه في الدولة ببناء سدود.

وذكرت الأودية التي ستبنى فيها السدود، ورحب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بمبادرة العويس وأشاد بما قدمه العويس من عطاء تفخر به الدولة وتم تكريمه.

وأضاف الرقباني يعد سد الطويين من أكبر السدود التي توفر المياه وكذلك سد العويس وغيرهما الكثير من السدود التي توفر المياه لكل المناطق المحيطة بها.

وأكد أن سلطان بن علي العويس من المبادرين والساعين إلى العمل الإنساني والداعمين للشباب.

وتطرق معالي محمد المر لدور سلطان العويس في دعم الثقافة والإعلام كونه شخصية متعددة الأبعاد نجحت في كل المجالات، مضيفاً: كان سلطان العويس مرتبطاً بالشيخ صقر بن سلطان القاسمي الذي كان مهتماً بالثقافة والأدب ويستضيف الأدباء والمفكرين العرب في الشارقة .

وكذلك يذهب لزيارتهم في بلدانهم وكان سلطان بن علي العويس صديقاً مقرباً وحاضراً في غالبية اللقاءات ما مهد لسلطان العويس أن يتهيأ للإسهام في دعم العمل الثقافي.

وأضاف: «حينما تعرفت إلى سلطان العويس في بداية الثمانينيات كنا نناقش المشروعات والطموحات الثقافية وكان متفائلاً بأن المشهد الثقافي القادم سيكون أكثر زخماً وعمقاً مع بزوغ فجر دولة الإمارات الحديثة، وكان يرى ضرورة إسهام رجال الأعمال في تلك النهضة».